
يعتبر DuckDuckGo من محركات البحث التي تركّز على خصوصية المستخدمين، وعلى الرغم من الحصة الضئيلة التي يملكها، فقد حقّق DuckDuckGo أرباحًا منذ عام 2014 وحقّق إيرادات تزيد عن 100 مليون دولار في العام الماضي، الأمر الذي يخبرنا بتفصيل هام جدًا مفاده بأنّك لست بحاجة إلى الحصول على حصة سوقية ضخمة حتى تستحوذ على مكان لك في سوق محرّكات البحث، ولا يتعين عليك بيع خصوصية المستخدمين ايضًا حتى تحقّق الأرباح التي ترغب بها.
أمّا بالحديث عن الترويج لأهمّية تتبّع بيانات المستخدمين من قبل محرّكات البحث لتقديم تجربة تصفّح ملائمة، فذلك يعتبر من الخرافات التي يجب الّا نصدّقها. حيث صرّح المدير التنفيذي لمتصفّح DuckDuckGo بأنّه لا حاجة لتعقّب المستخدمين لتقديم تجربة بحث مناسبة، فالمعلنين في الحقيقة لا يرغبون بمعرفة هويتك أنت بشكل محدّد بل يرغبون بمعرفة الأشياء التي تبحث عنها.
لذا يمكن لجميع المحرّكات التخلّي عن عملية التتبّع والحفاظ على الأشياء الضرورية التي تساعدهم على بيع “نتائج البحث” وليس بيع “المستخدمين”، ولكن في المقابل هناك فروقات هائلة بالنسبة للأرباح التي حقّقها كلّا من DuckDuckGo و Google، لذا نرى نمطين مختلفين أحدهما يعتني بالمستخدمين ويحافظ على بياناتهم الشخصية ونمط آخر جاهز لبيع كل شيء بهدف تحقيق المزيد من الأرباح.
على الرغم من الحصّة الصغيرة مقارنةً بمحرّك البحث Google، فإنّ حصّة DuckDuckGo ليست قليلة مقارنةً بمحركات البحث الأخرى مثل Bing بالنسبة لمحرّك بحث لا تقف خلفه شركة تقنية عملاقة، والأهم من ذلك فهو يحافظ على نمو مستقر يتزايد مع اهتمام الناس التدريجي بالأمن الرقمي.
