خليجي تك - Khaleeji Tech

هل تعمل أوضاع الألعاب Gaming Modes في الهواتف الذكيّة على تحسين الأداء فعلياً

قامت الكثير من الشركات المصنّعة بإضافة خيارات تعزيز الأداء وتحسينه خلال تشغيل الألعاب إلى أنظمة التشغيل الخاصة بهواتفها الذكية التي تعمل بالنظام Android، فهل تعمل هذه الأوضاع فعلياً كما هو مرجوٌّ منها وكيف يتم ذلك، هذا ما سنجيب عليه في مقالنا الحالي.

إن معظم الألعاب السابقة لم تكن تتطلّب مستويات الأداء المتقدّمة حتى يتم عرضها على الهاتف بسلاسةٍ تامة، إلا أنه مع الوقت ظهرت بعض الألعاب التي تتطلب مواصفات عالية لتشغليها بالأداء المطلوب. وهذا ما تطلّب الشروع في تعزيز الأداء الخاص بوحدة المعالجة المركزية أو وحدة معالجة الرسوميات، كذلك وتوفير المزيد من المساحة العشوائية في الهاتف، وتحسين الاتصال في الانترنت وذلك وصولاً إلى النتائج الأفضل في عرض الألعاب فيما يتعلٌّق بعدد الإطارات التي تظهر في الثانية، والذي من شأنه تحسين أداء اللعبة بشكلٍ عام لشتغيل الألعاب دون تعثّر بالرغم من أن هذه التحسينات قد تكون غير ملحوظةٍ نوعاً ما.

طريقة عمل أوضاع اللعب في الهواتف الذكية

تمتلك الهواتف الذكيّة أوضاعاً مختلفة تستخدم لتعزيز أداء الألعاب حيث تأتي هواتف OnePlus مع الوضع Fnatic، أما هواتف Samsung فتطلب تعديل الوضع Game Tools، كما تم تخصيص الوضع Game Tools لهواتف Asus و GPU Turbo لأجهزة هواوي.

وتحدّثنا الأوضاع السابقة عن إمكانية تحسين أداء الرسوميات وصولاً إلى تجربةٍ سلسة أثناء اللعب بالرغم من المواصفات المحدودة التي يحملها الهاتف.

وعلى خلاف أجهزة الألعاب سنجد أنها تشترك فعلياً باحتوائها جميعاً على أوضاع الألعاب المتفاوتة والتي تقوم بنفس الوظائف تقريباً على اختلاف أسمائها، كما أن شرائح المعالجة لهذه الهواتف يتم تصميمها في بعض الأحيان لتختصّ في الألعاب على وجه التحديد، كما يتم عادةً تزويد هذه الهواتف بشاشاتٍ تعمل بمعدلات التحديث المرتفعة وأدناها 90 هرتز.

الوضع Fnatic في هواتف OnePlus

ويعدّ هذا الوضع واحداً من أهم الأوضاع الافتراضية التي يجري إعدادها على هواتف OnePlus وتفعيلها بواسطة مساحة الألعاب أو ما يعرف ب Game Space، ويأتي هذا الوضع بخيارات تحسين الأداء لوحدة المعالجة المركزية، تحسين أداء الرسوميات، تحسين ذاكرة الوصول العشوائية وتوفير الوضع المطوّر عدم الإزعاج، إتاحة تطبيق مدير المهام المتقدّم وتحسين جودة الاتصال في الشبكة.

وإن المقصود بمجموعة الإعدادات السابقة هو تحسين الموارد المخصصة للعبة معيّنة من وحدات المعالجة إلى الذاكرة وغيرها من المكوّنات التي تضمن سير اللعبة بشكلٍ سلسٍ وبدون تعثّرات.

كذلك فإن تحرير المساحة الإضافية من ذاكرة الوصول العشوائية وتخصيص هذه المساحة لوحدة المعالجة المركزية سيعمل على إيقاف التطبيقات التي تستنزف الذاكرة في الخلفية، بالإضافة إلى حظر الإشعارات والمكالمات وما إلى ذلك من العوامل التي تقلّل من سلاسة اللعبة.

وضع اللعب في هواتف Realme

يراعي هذا الوضع أيضاً نفس العوامل التي سبق ذكرها، بالرغم من أن العلامة التجارية Realme لا تفضّل الإفصاح عمّا يجري في الوحدات الداخلية لهواتفها، وبالرغم من ذلك فإن تفعيل وضعية Game Space سيتيح لنا خياراً مختلفاً يتعلّق بإمكانية الوصول إلى الحالة التنافسية مع الهواتف الأخرى أي بمعنى تحسين أداء الهاتف وزيادة معدّلات الإطار وكذلك التفاعل مع الألعاب بشكلٍ عام إلا أن الخيارات المتاحة لا تظهر لنا مدى التحسين الذي نقوم بتفعيله، ولا توضّح الكثير من الأمور حول نوع الأداء المحسّن.

الوضع X mode في هواتف Asus

يوفّر لنا هذا الوضع الخيارات المفصّلة حول ما يجري تحسينه في النظام وصولاً إلى مراحل متقدّمة من اللعب بشكلٍ سلسٍ وواضح، بحيث يمكننا من خلال هذا الوضع إجراء اختبارات المقارنة بين نظام الهاتف ونظام BIOS في جهاز الحاسب، ما يتيح لنا الاطلاع على الكثير من خيارات التحكّم في إعدادات الهاتف المستخدم في اللّعب، ومع ذلك فقد نجد أن هذه التحسينات لا تعود بأي فائدةٍ تذكر حينما تكون الألعاب التي يجري تحسينها قديمة نوعاً ما بالرغم من أن مثل هذه الألعاب لا تتطلب الكثير من الموارد للوصول إلى الأداء الأفضل.

ويمكننا أيضاً مع هذا الوضع إنشاء ملفات التخصيص المختلفة والتي تعرف بملفات تعريف السيناريو أو Scenario Profiles، وإعدادها بما يتناسب مع تفضيلاتنا الخاصّة بكل لعبة، كما يمكننا الاختيار بين ثلاثة مستويات للأداء تشمل (الوضع لافتراضي، وضع اللعب، وأخيراً وضع الإجهاد) حيث يأتي كل مستوى منهم بمجموعةٍ من الإعدادات المطوّرة الخاصة.

كالتحكم في درجة الحرارة على سبيل المثال، استخدامات وحدات المعالجة، إعدادات الشاشة، مدى الاستجابة باللمس، تحسين جودة الاتصال بالإنترنت، تخصيص المفاتيح المستخدمة، وقد تكون هذه الإعدادات أدقّ ممّا يجب إلا أنه من السهل فعلياً تخصيص الإعدادات الملائمة لكل لعبةٍ على حدة.

ويتوفر بالطبع للهواتف الذكية الأخرى الكثير من الأوضاع التي تحسّن الأداء ولكنها واقعياً تعمل بنفس الدائرة وتهتم بذات الإعدادات تقريباً، ومجرّد تنشيطها هذه الإعدادات سنحصل على أداءٍ متميّزٍ للألعاب يومياً.

هل تعمل هذه الأوضاع فعلياً

بعد إجراء الاختبارات المعيارية على الهواتف التي تحتوي الأوضاع السابقة، تبيّن أنها الوضع المستخدم في الهاتف Asus ROG Phone 3 ، يأتي بالتحسينات الكبيرة للأداء الهاتف من ناحية وحدات المعالجة أو الذاكرة الوصول العشوائية.

فيما بقي الأداء على حاله في الهاتف OnePlus Nord بعد تنشيط وضع الألعاب الخاص Fnatic ما يشير إلى أن هذه التحسينات ليست على مستوى عال ٍمن الأهمية، وأن الأداء سيتحسن نعم ولكن بمقدارٍ ضئيلٍ للغاية.

وينطبق الأمر نفسه على الهاتف Realme، حيث أننا لم نلحظ التغييرات الجذرية في الأداء حتى بعد تنشيط وضع الألعاب المخصّص.

وبالتالي فإن الفائدة المرجوّة من هذا الوضع تقتصر على تفعيل الوضع عدم الإزعاج والتي من شأنها الحفاظ على ممارسة اللعبة دون انقطاعٍ جرّاء اتصالٍ معيّن.

مقارنات المعايير

في واقع الحال لا تظهر بعض الشركات المعايير الحقيقية التي تتعلٌّق بأداء الهاتف وذلك في سبيل الترويج لبيع الهاتف، لذلك علينا القيام بمجموعة الاختبارات بأنفسنا حتى نتأكد من جودة الأداء الفعليّة عند تشغيل الألعاب مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة عدم الخلط بين مفهومي معدل التحديث وعدد الإطارات المعروضة في الثانية.

وقد أظهرت النتائج أن الوضع Fortnite يأتي بعدد الإطارات المناسب والشاشة التي تنتج معدّل التحديث 90 هرتز، حيث يمكننا تشغيل الألعاب بحدٍّ أقصى من معدل الإطارات الذي يبلغ 45 إطاراً في الثانية، إلا أن الهاتف ROG Phone 3 قد اقتصر على الحد 30 إطاراً في الثانية.

ولذلك كان هنالك ضرورةً لإجراء اختبار الهاتف السابق من Asus في لعبةٍ أخرى، ليتبيّن أنه لشاشته معدل التحديث 144 هرتز، ومع اللعبة Hellfire استطاع الهاتف إنتاج أكثر من 100 إطارٍ في الثانية.

 ومن ناحية الهاتف OnePlus Nord فإن نتائجه تراوحت ما بين 27 إلى 40 إطاراً في الثانية، وذلك من دون تنشيط وضع الألعاب، وفي حال تفعيله تحسّن عدد الإطارات إلى 45 إطاراً في الثانية، وذلك مع تمكين الحدّ الأقصى من أداء شرائح الرسوميات في الهاتف.

وقد ظهر خلال اختبار ROG 3 أن الألعاب التي تعمل على الهاتف تستغل الحد الأقصى من عدد الإطارات حتى من دون تفعيل الوضع X، وبالتالي فإن الهاتف يبذل مجهوداً أكبر من المطلوب، حيث تعتمد معظم الألعاب على معدّل 30 إلى 60 إطاراً في الثانية لا أكثر.

وعند اختباره من خلال اللعبة Hellfire التي تتطلّب أكثر من 100 إطاراً في الثانية، أظهر الهاتف ROG 3  قدرته على تقديم 70 إلى 80 إطاراً دون تشغيل الوضع X، ولكن بمجرّد تنشيط هذا الوضع تم ضبط الرسوميات على حدها الأقصى، وتم تشغيل مروحة التبريد تجنّباً لارتفاع الحرارة.

وقد عملت شاشة الهاتف من نوع AMOLED خلال هذا الوضع على إنتاج 144 إطاراً معدل التحديث 144هرتز، وعليه فإن هذا الوضع يوفّر للهاتف مقوّمات الأداء المناسبة للغاية.

وبالرغم من أهمية إجراء الاختبارات اللازمة للهواتف من نواحٍ أخرى إلا أن اختبار عدد الإطارات سيشكّل الحدّ الفاصل الذي يحدّد بالفعل جميع إمكانيات الهاتف المعتبرة.

حرارة الهاتف الذكيّ

يعد التحكّم في درجة الحرارة أحد المعايير الأساسية أيضاً في اختبار الهواتف والتي لا تقلّ أهميةً عن عدد الإطارات، كما أنه يشكّل سبباً رئيسياً للمنافسة بين الشركات المصنّعة للهاتف، وبالرغم من ضرورة زيادة الأداء في الهاتف لا بدّ أيضاً من مراعاة درجة الحرارة التي ترتفع في وحدة المعالجة المركزية ما يؤثر سلباً على أداء الوحدة، وقد تحدث ضرراً يعطّل المعالج تماماً في بعض الأحيان.

ولضمان عدم التعرّض إلى هذه المشاكل، تم تزويد بعض هواتف الألعاب بنظام التبريد السائل بالإضافة إلى حجرات التهوية وفي بعض الأوقات احتوت أيضاً على أجهزة استشعار حرارة البيئة المحيطة.

كما يتم التحكّم أيضاً بدرجة حرارة الهاتف من خلال البرمجيات وهذا ما يدعى “بالاختناق الحراري للهاتف” ويمكن تعريفه بالآلية التي تحدّ من الأداء عبر خفض سرعة المعالج، الأمر الذي يؤدي في النتيجة إلى تبديد حرارة الهاتف المتراكمة.

وقد اتبّعت الهواتف الذكية الحديثة طريقة إيقاف التشغيل الذاتي عند ارتفاع حرارتها فوق الحدّ المسموح به. ومن الجدير بالذكر أن هنالك بعض الأدوات التي تعمل على القياس الدقيق لأداء المكونات المادية للهاتف، قبل البدء باختناقه حرارياً.

في اختبار الهاتف Asus ROG Phone 3 من ناحية الاختناق الحراري تبيّن أنه وضع الألعاب المخصّص X يقوم برفع حرارة الهاتف بمقدارٍ ملحوظ، كما يساهم في تخفيض الأداء مع مرور الوقت.

ومن المؤكّد أن هذا استخدام الهاتف ضمن وضع الألعاب المخصّص لا يتماثل مع الاستخدام العادي نهائياً وإنما يزيد من طلب الموارد اللازمة للقيام بالأداء الأفضل وهذا ما يجعله فعليّاً سلاحاً ذو حدّين.

حيث أن الهاتف ROG Phone 3 هو أكثر هاتفٍ معنيّ بهذه المسألة إذ يمكننا معه اختيار التحكم في درجة حرارة الهاتف بشكلٍ يدويّ ودفع مستويات الأداء إلى حدودها القصوى، حيث أشارت الإحصائيات أن استخدام الوضع X دون تنشيط مروحة التبريد سيزيد من عزم المعالج وبذله الجهد الأكبر ليتسارع وينتج أعلى ما يستطيع من حدود الأداء، فيما يختلف الأمر تماماً مع الاستخدام العاديّ، إذ يبلغ الحدّ الأقصى من الأداء درجةً أدنى من أقل نسبةٍ يمكن الوصول إليها مع الوضع X.

ما يعني أن استخدام الوضع X بأي حالٍ من الأحوال سيؤذي الهاتف، ويعرّض وحدة المعالجة المركزية للإجهاد المستمر والحرارة العالية، ولا بد ّ لنا من التوضيح أن إعداد الأوضاع الخاصة بالألعاب يعد أمراً ممنوعاً من قبل إدارة الشركة المصنّعة حيث أن الإعدادات اليدوية قد تفضي في النهاية إلى إتلاف وحدة المعالجة بشكلٍ كامل بالرغم من الحرارة المنخفضة للهاتف.

فيما نجد أن استخدام الوضع Fnatic لا يؤثر بشكلٍ كبير على الهاتف OnePlus Nord ورغم هذا فإنه لا زال غير صالحٍ للاستخدام نوعاً ما.

وفي نهاية يومٍ كامل من استخدام وضع الألعاب في الهاتف ROG Phone 3 سيتراجع الأداء بعض الشيء، ويحوّل هاتف الألعاب هذا إلى هاتفٍ عاديٍّ جداً، إلا أنه ربما يكون من الأفضل تفعيله لبعض الوقت والاستمتاع بتحسين الأداء مع الألعاب حتى ولو كان التحسين طفيفاً جداً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *