خليجي تك - Khaleeji Tech

تضخم أسعار الرامات .. كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على سوق أشباه الموصلات؟

تشهد سوق أشباه الموصلات العالمية موجة تضخم غير مسبوقة، مدفوعة بالطلب المتزايد من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي. هذا الطلب المتسارع أدى إلى قفزات حادة في أسعار شرائح الذاكرة (RAM)، مما انعكس بشكل كبير على مختلف قطاعات صناعة الإلكترونيات، وأبرزها الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة.

 

سامسونج ضد سامسونج

في خطوة غير مألوفة، رفضت ذراع أشباه الموصلات التابعة لمجموعة سامسونج طلبًا من وحدة الهواتف الذكية داخل المجموعة لتوريد شرائح ذاكرة DRAM. وفضلت سامسونج توجيه الإنتاج إلى عملاء مراكز البيانات الذين أبدوا استعدادًا لدفع أسعار أعلى، في ظل سباقهم لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.

تعتمد مجموعة سامسونج، التي تُعد من أكبر التكتلات الصناعية في العالم، على شبكة معقدة من الشركات التابعة. وبينما تُنتج “سامسونج إلكترونكس” الهواتف الذكية والأجهزة الاستهلاكية، تتولى شركة سامسونج لأشباه الموصلات تصنيع رقائق الذاكرة وتوريدها للسوق العالمية. هذا الخلاف الداخلي يشير إلى حدة الضغوط التي تواجهها سامسونج في ظل ظاهرة “تضخم الرقائق” (Chipflation).

 

ضغوط على قطاع الهواتف الذكية

اضطرت وحدة الهواتف المحمولة في سامسونج إلى إعادة التفاوض على عقود التوريد، والتي كانت تُبرم سنويًا، لتصبح قصيرة الأجل وبأسعار أعلى. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الضغوط إلى زيادات في أسعار الهواتف الذكية، ليس فقط من سامسونج بل أيضًا من الشركات المصنعة الأخرى.

 

انعكاسات على المستهلكين

التطورات الأخيرة انعكست على المستهلكين بشكل مباشر. حيث أعلنت شركات مثل “راسبيري بي إي” و”لينوفو” عن رفع أسعار منتجاتها، مرجعة ذلك إلى الارتفاع الكبير في أسعار الذاكرة. ويُرجح أن تستمر هذه الزيادات خلال الفترة المقبلة، مما سيؤثر على القدرة الشرائية للمستهلكين في جميع أنحاء العالم.

 

آفاق السوق حتى 2027

تشير توقعات السوق إلى أن أسعار شرائح الذاكرة ستواصل ارتفاعها خلال عام 2026، مع احتمال بقاء اختناقات الإمداد حتى عام 2027 أو ما بعده. وقد تضاعفت أسعار بعض مكونات الذاكرة ثلاث مرات في الآونة الأخيرة، مما أدى إلى زيادة أسعار الوحدات النهائية بنسبة تصل إلى 100% في شهر واحد فقط.

 

مستقبل صناعة الرامات

في ظل الطلب المتسارع من مراكز البيانات، يبدو أن سوق أشباه الموصلات سيظل تحت ضغط كبير. وإذا لم يحدث تصحيح حاد في السوق أو تراجع مفاجئ في الطلب، فإن المستهلكين والشركات سيستمرون في مواجهة تحديات كبيرة بسبب التضخم المستمر في أسعار الذاكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *