
في خطوة تعكس التوجه العالمي نحو تعزيز المهارات الرقمية وإعداد الأجيال القادمة لمواجهة تحديات المستقبل، أعلنت بكين أنها ستبدأ في تدريس الذكاء الاصطناعي في جميع المدارس الابتدائية والثانوية بدءًا من العام الدراسي المقبل. تأتي هذه الخطوة ضمن خطة طموحة تسعى من خلالها الصين لتسريع تبني الذكاء الاصطناعي على المستوى التعليمي وتعزيز مكانتها كرائدة عالمية في هذا المجال.
تفاصيل المبادرة التعليمية
بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، ستتضمن المناهج التعليمية الجديدة ما لا يقل عن 8 ساعات من دروس الذكاء الاصطناعي سنويًا لكل طالب. وستتاح للمدارس مرونة في تقديم هذه الدروس كمواد مستقلة أو دمجها ضمن مواد أخرى مثل تكنولوجيا المعلومات أو العلوم. الهدف الأساسي من هذه المبادرة هو تعزيز فهم الطلاب لتقنيات الذكاء الاصطناعي واستخداماته المختلفة، مما يُمكّنهم من التفاعل مع هذه التقنية بشكل أفضل وتحفيزهم ليصبحوا مبتكرين مستقبليين.
طرق تدريس مبتكرة
أكدت لجنة التعليم التابعة لبلدية بكين أن أساليب التدريس ستكون مبتكرة وتشمل استخدام أجهزة تعليمية متقدمة وأدوات مساعدة بحثية تعتمد على الذكاء الاصطناعي. كما سيتم التركيز على الحوار بين الإنسان والآلة كجزء من عملية التعلم. بالإضافة إلى ذلك، تخطط بكين لتطوير شراكات بين الجامعات والمدارس الثانوية لتعزيز تنمية المواهب في هذا المجال، مع التركيز على تطوير دورات متقدمة تُعنى بالمواهب الابتكارية الاستثنائية.
الصين في مقدمة سباق الذكاء الاصطناعي
هذه الخطوة تأتي في سياق التقدم الكبير الذي حققته الصين في مجال الذكاء الاصطناعي خلال الفترة الأخيرة، حيث أطلقت شركة “ديب سيك” (DeepSeek) في يناير الماضي نموذج ذكاء اصطناعي جديد أثار اهتمام الأسواق العالمية. وقد أظهر هذا النموذج قدرات تنافسية تتفوق على نظيراتها الغربية مثل “تشات جي بي تي” (ChatGPT)، مع تكلفة تشغيل أقل بكثير.
إضافة إلى ذلك، كشفت شركات صينية أخرى مثل “علي بابا” عن نماذج ذكاء اصطناعي متطورة، مما يعزز مكانة الصين كمنافس قوي في هذا المجال. كما حظيت هذه الجهود بدعم مباشر من السلطات الصينية، حيث أجرى الرئيس الصيني، شي جينبينغ، محادثات مع قادة الصناعة التكنولوجية في البلاد لتعزيز التعاون وتشجيع الابتكار.
التركيز على المستقبل
تعد هذه المبادرة جزءًا من استراتيجية أوسع تتبعها الصين لتعزيز تعليم الذكاء الاصطناعي منذ المراحل المبكرة، بهدف إعداد جيل جديد من المواهب القادرة على دفع عجلة الابتكار في المستقبل. ومع الدعم الحكومي القوي والاستثمارات المتزايدة في هذا القطاع، يبدو أن الصين تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق ريادة عالمية في مجال التعليم التقني والذكاء الاصطناعي.