أطلقت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” مؤخرًا تقنيات مبتكرة تهدف لتعزيز التراث الثقافي باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتحديدًا من خلال تحسين الصور التاريخية وتطوير أدوات تعالج اللهجات المحلية وتحوّلها إلى نصوص مكتوبة. تأتي هذه التقنيات في إطار جهود المملكة لدعم التراث وتسهيل الوصول إلى المعلومات، خاصةً من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تزيل العيوب وتلون الصور والأفلام القديمة، مما يجعلها أكثر وضوحًا وجاذبية للأجيال الجديدة.
إحدى هذه المبادرات البارزة هي نظام “صوتك”، الذي يهدف إلى فهم وتفريغ اللهجات السعودية المختلفة إلى نصوص، مما يسهم في توثيق اللهجات وتيسير استخدامها في مجالات متعددة، مثل تفريغ الاجتماعات ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى تطبيقها في السياقات التعليمية والثقافية. يعكس هذا المشروع رؤية المملكة التي تطمح إلى تحويل الذكاء الاصطناعي إلى أداة لخدمة جميع فئات المجتمع ودمج الثقافة المحلية في المستقبل الرقمي.
تمثل هذه الخطوة أيضًا مسارًا رئيسيًا ضمن رؤية المملكة 2030 لتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، وجعل السعودية مركزًا عالميًا لهذه التقنيات. بفضل دعم الحكومة وجهود “سدايا”، أصبح الذكاء الاصطناعي وسيلة فعالة للحفاظ على الهوية الثقافية ونقلها عبر الأجيال، وفي الوقت نفسه تعزيز الابتكار التكنولوجي الذي يسهم في نمو الاقتصاد الرقمي.
يعد هذا التحول خطوة مهمة نحو جعل المملكة رائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تساعد هذه الأدوات على تمكين الفئات المختلفة في المجتمع، وتحسين جودة الحياة، وإثراء التجربة الثقافية، لتبقى المملكة في طليعة الدول التي تدمج التراث مع التكنولوجيا بشكل متقن ومبتكر.